فصل: سنة تسع وثلاثمائة فيها أخذت الإسكندرية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة تسع وثلاثمائة فيها أخذت الإسكندرية

واستردت إلى نواب الخليفة ورجع العبيدي إلى المغرب‏.‏

وفيها قتل الحلاج وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمى الفارسي وكان محمى مجوسيًا تطوف الحلاج وصحب سهل بن عبد الله التستري ثم قدم بغداد فصحب الجنيد والنوري وتعبد فبالغ في المجاهدة والترهب ثم فتن ودخل عليه الداخل بن الكبر والرئاسة فسافر إلى الهند وتعلم السحر فحصل له به حال شيطاني هرب منه الحال الإيماني ثم بدت منه كفريات أباحت دمه وكسرت صنمه واشتبه على الناس السحر بالكرامات فضل به خلق كثير كدأب من مضى ومن يكون مثل أبي مقتل الدجال الأكبر والمعصوم من عصم الله وقد جال هذا الرجل بخراسان وما وراء النهر والهند وزرع في كل ناحية زندقة فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث ومن بلاد الترك بالمقيت لبعد الديار عن الإيمان‏.‏

وأما البلاد القريبة فكانوا يكاتبونه من خراسان بأبي عبد الله الزاهد ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار وسماه أشياعه ببغداد المصطلم وبالبصرة المجير ثم سكن بغداد في حدوث الثلاثمائة وقبلها‏:‏ واشترى أملاكا وبنى دارا وأخذ يدعو الناس إلى أمور فقامت عليه الكبار ووقع بينه وبين الشبلي والفقيه محمد بن داود الظاهري والوزير علي بن عيسى الذي كان في وزارته كابن هبيرة في وزارته علمًا ودينًا وعدلًا‏.‏

فقال ناس‏:‏ ساحر فأصابوا‏.‏

وقال ناس‏:‏ به مس من الجن فما أبعدوا لأن الذي كان يصدر منه لا يصدر من عاقل إذ ذلك من موجب حتفه أو هو كالمصروع أو المصاب الذي يخبر بالمغيبات ولا يتعاطى بذلك حالا ولا إن ذلك من قبيل الوحي ولا الكرامات‏.‏

وقال ناس من الأغتام‏:‏ بل هذا رجل عارف ولي الله صاحب كرامات فليقل ما شاء فجهلوا من وجهين أحدهما أنه ولي والثاني أن الولي يقول ما شاء فلن يقول إلا الحق وهذه بلية عظيمة ومرضة مرمنة أعيى الأطباء دواؤها وراح بهرجها وعز ناقدها والله المستعان‏.‏

قال أحمد بن يوسف التنوخي الأزرق‏:‏ كان الخلاح يدعو كل وقت إلى شيء على حسب ما يستبله طائفة أخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن به الناس بالأهواز لما يخرح لهم من الأطعمة في غير وقتها والدراهم ويسميها دراهم القدرة حدث الجبائي بذلك فقال‏:‏ هذه الأشياء يمكن الحيل فيها ولكن أدخلوه بيتًا من بيوتكم وكلفوه أن يخرج منه جرزتين من شوك فبلغ الحلاج قوله فخرج عن الأهواز‏.‏

وروي عن عمرو بن عثمان المكي أنه لعن الحلاج وقال‏:‏ قرأت آية فقال‏:‏ يمكنني أن أولف مثلها‏.‏

وقال أبو يعقوب الأقطع‏:‏ زوجت بنتي بالحلاج فبان لي بعد أنه ساحر كذاب محتال‏.‏

وقال الصولي‏:‏ جالست الحلاج فرأيت جاهلا يتعاقل وغبيا يتبالغ وفاجرًا يتزهد‏.‏

وكان ظاهره أنه ناسك فاذا علم أن أهل بلد يرون الاعتزال صار معتزليا أو يرون التشيع تشيع أو يرون التسنن تسنن وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب وينتقل في البلدان ويدعي الربوبية ويقول للواحد من أصحابه‏:‏ أنت آدم ولذا أنت نوح ولهذا أنت محمد ويدعي

وقال الصولي أيضًا‏:‏ قبض علي الراسبي أمير الأهواز على الحلاج في سنة احدى وثلثمائة وكتب إلى بغداد يكر أن البينة قامت عنده أن الحلاج يدعي الربوبية ويقول بالحلول فحبس مدة وكان يري الجاهل شيئًا من شعبذنه فاذا وثق به دعاه إلى أنه إله ثم قيل‏:‏ إنه سني وإنما يريد قتله الرافضة ودافع عنه نصر الحاجب قال‏:‏ وكان في كتبه إنه مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود‏.‏

وكان الوزير حامد قد وجد له كتابًا فيه‏:‏ أن المرء إذا عمل كذا وكذا من الجوع والصدقة ونحو ذلك أغناه عن الصوم والصلاة والحج فقام عليه حامد فقتل وافتى جماعة من العلماء بقتله وبعث حامد بن العباس بخطوطهم إلى المقتدر فتوقف المقتدر فراسله إن هذا قد ذاع كفره وادعاؤه الربوبية وإن لم يقتل افتتن به الناس فأذن في قتله فطلب الوزير صاحب الشرطة فأمره ان يضربه ألف سوط فان مات وإلا قطع أربعته فأحضر وهو يتبختر في قيده فضرب ألف سوط ثم قطع يده ورجله ثم حز رأسه وأحرقت جثته‏.‏

وقال ثابت بن سنان‏:‏ انتهى إلى حامد في وزارته أمر الحلاج وأنه قدموه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر بأنه يحيى الموتى وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد وكان محبوسًا بدار الخلافة فأحضر جماعة إلى حامد فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى ثم وافقوه وكاشفوه فأنكر وكانت زوجة السمري عنده في الاعتقال فأحضرها حامد فسألها فقالت‏:‏ قد قال مرة زوجتك بابني وهو بنيسابور فإن جرى منه ما تكرهين فصومي واصعدي على السطح على الرماد وافطري على الرماد وافطري على الملح واذكري ما تكرهينه فاني أسمع وأرى قالت‏:‏ وكنت نائمة وهو قريب مني فما أحسست إلا وقد غشيني فانتبهت فزعة فقال‏:‏ إنما جئت لأوقظك للصلاة‏.‏

وقالت لي بنته يومًا اسجدي له فقلت أو يسجد أحد لغير الله وهو يسمعنى فقال‏:‏ نعم إله في السماء وإله في الأرض‏.‏

وقال ابن باكويه‏:‏ سمعت أحمد بن الحلاج يقول‏:‏ سمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي‏:‏ رأيت رب العزة في المنام فقلت‏:‏ يا رب ما فعل الحسين بن منصور قال‏:‏ كاشفته بمعنى فدعى الخلق إلى نفسه فأنزلت به ما رأيت‏.‏

وقال يوسف بن يعقوب النعماني‏:‏ سمعت محمد بن داود بن علي الأصبهاني الفقيه يقول‏:‏ إن كان ما أنزل الله على نبيه حقًا فما يقول الحلاج باطل‏.‏

وعن أبي بكر بن سعدان قال لي الحلاج‏:‏ تؤمن بي حتى أبعث إليك عصفورة تطرح من ذرقها وزن حبة على كذا منًا من نحاس فيصير ذهبا قلت‏:‏ أفتؤمن بي حتى أبعث إليك بفيل يستلقي فتصير قوائمه في السماء فإذا أردت أن تخفيه أخفيته في عينك فأبهته وكان مموها مشعوذا‏.‏

وفيها توفي أبو العباس بن عطاء الأزدي الزاهد وهو أحمد ابن محمد بن سهل بن عطاء أحد مشايخ الصوفية القانتين الموصوفين بالاجتهاد في العبادة قيل‏:‏ كان ينام في اليوم والليلة ساعتين ويختم القرآن كل يوم توفي في ذي القعدة بالعراق‏.‏

وفيها حامد بن محمد بن شعيب أبو العباس البلخي المؤدب ببغداد روى عن شريح بن يونس وطائفة وكان ثقة عاش ثلاثا وتسعين سنة‏.‏

وفيها عمر بن اسماعيل بن غيلان أبو حفص الثقفي البغدادي سمع علي بن الجعد وجماعة وثقه الخطيب‏.‏

وفيها أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي بالبصرة وكان أحد الحفاظ المبرزين روى عن بشر بن الوليد وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن خلف بن المرزبان أبو بكر البغدادي الأخباري صاحب التصانيف‏.‏

روى عن الزبير بن بكار وطبقته‏.‏

وكان صدوقًا‏.‏

سنة عشر وثلاثمائة فيها توفي الحافظ الكبير أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري سمع أبا كريب وطبقته وكان حفطه زاهدًا خيرًا‏.‏

قال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏

وقال ابن المقري فيه‏:‏ حدثنا تاج المحدثين فذكر حديثًا‏.‏

وإسحاق بن إبراهم بن محمد بن جميل أبو يعقوب الأصبهاني الراوي بن أحمد بن منيع مسنده عن سن عالية‏.‏

قال حفيده عبد الله بن يعقوب‏:‏ عاش جدي مائة وسبع عشرة سنة‏.‏

وأبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبة البغدادي بمصر روى عن محمد ابن بكار بن الريان وطائفة‏.‏

وفيها علي بن العباس البجلي الكوفي المقانعي أبو الحسن‏.‏

روى عن أبي كريب وطبقته‏.‏

وفيها أبو بشر الدولابي وهو محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الحافظ صاحب التصانيف روى عن بندار محمد بن بشار وخلق وعاش ستا وثمانين سنة‏.‏

قال أبو سعيد بن يونس كان من أهل الصنعة وكان يضعف توفي بين مكة والمدينة‏.‏

وفيها الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة‏.‏

سمع إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد ابن حميد الرازي وطبقتهما‏.‏

وكان مجتهدًا لا يقلد أحدًا‏.‏

وقال أبو حامد الإسفراييني الفقيه‏:‏ لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرًا‏.‏

قلت‏:‏ ومولده بآمل طبرستان سنة أربع عشرة ومائتين وتوفي ليومين بقيا من شوال وكان ذا زهد وقناعة توفي ببغداد‏.‏

وفيها أو بعدها بيسير العالم المحدث أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث فلسطين‏.‏

روى عن صفوان بن صالح المؤذن ومحمد بن رمح والكبار‏.‏

وكان ثقة‏.‏

وفيها تقريبًا أبو عمران الرقي موسى بن جرير المقري النحوي صاحب أبي شعيب السوسي وتصدر لإقراء مدة‏.‏

وفيها الوليد بن أبان بن الحافظ أبو العباس بأصبهان صنف المسند والتفسير‏.‏

وطوف الكثير‏.‏

وحدث بن أحمد بن الفرات الرازي وطبقته‏.‏

سنة إحدى عشرة وثلاثمائة فيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في الليل في ألف وسبعمائة فارس‏.‏

نصبوا السلالم على السور ونزلوا فوضعوا السيف في البلد‏.‏

وأحرقوا الجامع‏.‏

وهرب وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحبري النيسابوري‏.‏

الحافظ الزاهد المجاب الدعوة والد المحدث أبي عمرو بن حمدان روى عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقته وصنف الصحيح على شرط مسلم وكان يحيي الليل‏.‏

وفيها أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الفقيه الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه تفقه على المروذي وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه توفي في ربيع الأول‏.‏

وفيها إبراهيم بن السري أبو إسحاق الزجاج نحوي العراق وصاحب المبرد‏.‏

صنف التصانيف الكثيرة وتوفي في جمادى الآخرة وقد شاخ‏.‏

وفيها عبد الله بن إسحاق المدايني الأنماطي ببغداد روى عن عثمان ابن ابي شيبة وطبقته وكان ثقة محدثًا‏.‏

وعبد الله بن محمود السعدي أبو عبد الرحمن محدث مرو‏.‏

وعبد الله بن عروة الهروي الحافظ المصنف سمع أبا سعد الأشج وطبقته‏.‏

والحافظ الكبير أبو حفص عمر بن بجير الهمذاني السمرقندي صاحب الصحيح والتفسير وذو الرحلة الواسعة روى عن عيسى بن حماد زغبة وبشر بن معاذ العقدي وطبقتهما وعاش ثمانيا ومحمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف روى عن علي بن حجر وطبقته ورحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر وتفقه على المزني وغيره‏.‏

قال الحافظ أبو علي النيسابوري‏:‏ لم أر مثل محمد بن إسحاق‏.‏

وقال أبو زكريا العنبري‏:‏ سمعت ابن خزيمة يقول‏:‏ ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه‏.‏

وقال أبو علي الحافظ‏:‏ كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارىء السورة‏.‏

وقال ابن حبان لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن‏.‏

وقال الدار قطني‏:‏ كان إمامًا معدوم النظير‏.‏

ومحمد بن شادل أبو العباس النيسابوري سمع ابن راهويه وأبا مصعب وخلقا‏.‏

وكان يختم القرآن في كل يوم‏.‏

ومحمد بن زكريا الرازي الطبيب العلامة صاحب المصنفات في الطب والفلسفة‏.‏

وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين‏.‏

وكان في صباه مغنيًا بالعود‏.‏

فيها في المحرم عارض أبو طاهر الجنابي ركب العراق‏.‏

ومعه ألف فارس‏.‏

وألف راجل‏.‏

فوضعوا السيف وأستباحوا الحجيج‏.‏

وساقوا الجمال بالأموال والحريم وهلك الناس جوعًا وعطشًا‏.‏

ونجا من نجا بأسوأ حال‏.‏

ووقع النوح والبكاء ببغداد وغيرها‏.‏

وامتنع الناس من الصلوات في المساجد‏.‏

ورجموا ابن الفرات الوزير وصاحوا عليه أنت القرمطي الكبير‏.‏

فأشار على المقتدر‏.‏

بأن بكاتب مؤنسًا الخادم‏.‏

وهو على الرقة وكان ابن الفرات قد سعى في إبعاده إليها خوفًا منه فقدم مؤنس فركب إلى داره ابن الفرات للسلام عليه‏.‏

ولم يتم مثل هذا من وزير فأسرع مؤنس إلى باب داره وقبل يده وخضع وكان في حبس المحسن ولد الوزير‏.‏

جماعة في المصادرة‏.‏

فخاف العزل‏.‏

وأن يظهر عليه ما أخذ منه‏.‏

فسم إبراهيم أخا الوزير علي بن عيسى‏.‏

وذبح مؤنس خادم حامد بن العباس وعبد الوهاب ابن ما شاء الله‏.‏

فكثر ضجيج المقتولين على بابه‏.‏

ثم قبض المقتدر على ابن الفرات وسلمه إلى مؤنس فعاتبه مؤنس وتذلل له‏.‏

فقال مؤنس‏:‏ الساعة تخاطبني بالأستاذ‏.‏

وأمس تبعدني إلى الرقة واختفى المحسن ثم ظفر به في زي امرأة وقد خضب يديه فعذب وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف دينار وولي الوزارة عبيد الله بن محمد الخاقاني فعذب بني الفرات واستصفى أموالهم فيقال أخذ منهم ألفي ألف دينار ثم ألح مؤنس ونصر الحاجب وهارون بن خالد المقتدر‏:‏ حتى أذن في قتل ابن الفرات وولده المحسن فذبحا‏.‏

وعاش ابن الفرات إحدى وسبعين سنة وعاش بعد حامد بن العباس نصف سنة وكان جبارًا فاتكًا كريمًا سائسًا متمولًا كان يقدر على عشرة آلاف ألف دينار‏.‏

وقد وزر للمقتدر ثلاث مرات وقيل كان دخله من أملاكه في العام ألف ألف دينار‏.‏

وكان القرمطي قد أسر طائفة من الحجاح منهم الأمير أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان فأطلقه وأرسل معه يطلب من المقتدر البصرة والأهواز فحدث أبو الهيجاء أن القرمطي قتل من الحجاح ألفي رجل ومائتين ومن النساء ثلاثمائة وفي الأسر مثلهم بهجر‏.‏

وفيها افتتح المسلمون فرغانة إحدى مدائن الترك‏.‏

وفيها توفي علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أبو الحسن الوزير وابنه المحسن ذبحا صبرًا ويقال عنه‏:‏ أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد ولما ولي الوزارة في سنة أربع وثلاثمائة خلع عليه سبع خلع وكان يومًا مشهودًا بحيث أنه سقى في داره في ذلك اليوم والليلة أربعين ألف رطل ثلج وكان هو وأخوه أبو العباس آية في معرفة حساب الديوان‏.‏

وفيها علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم المصري المحدث وله بضع وثمانون سنة روى عن محمد بن رمح وحرملة‏.‏

وفيها محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد الدلال النيسابوري أنفق أموالا جليلة في طلب العلم وأنزل البخاري عنده لما قدم نيسابور وروى عن محمد بن رافع وأبي سعيد الأشج وخلق وكان يفهم ويذاكر‏.‏

وفيها محمد بن محمد سليمان الحافظ الكبير‏.‏

أبو بكر الباغندي أحد أئمة الحديث في ذي الحجة ببغداد‏.‏

وله بضع وتسعون سنة‏.‏

روى عن علي بن المديني وشيبان بن فروخ‏.‏

وطوف بمصر والشام والعراق وروى أكثر حديثه من حفظه‏.‏

قال القاضي أبو بكر الأبهري‏:‏ سمعته يقول أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال الإسماعيلي‏:‏ لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا‏.‏

وقال الخطيب‏:‏ رأيت كافة شيوخنا يحتجون به‏.‏

وفيها أبو بكر بن المجدر وهو محمد بن هارون البغدادي‏.‏

روى عن داود بن رشيد وطبقته وكان معروفا بالانحراف عن علي‏.‏

سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فيها سار الركب العراقي ومعهم ألف فارس فاعترضهم القرمطي بزبالة وناوشهم القتال فرد الناس ولم يحجوا ونزل القرمطي على الكوفة فقاتلوه فغلب على البلد‏.‏

ونهبه فندب المقتدر مؤنسا وأنفق في الجيش ألف ألف دينار‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق ببغداد وكان ثقة رحالا روى عن أبي بكر بن أبي شيبة‏.‏

وأبي نعيم الحلبي وعدة‏.‏

وفيها أبو العباس أحمد بن الحسين الماسرجسي سمع من جده لأمه الحسن بن عيسى بن ماسرجس وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ‏.‏

وفيها جماهر بن محمد بن أحمد أبو الأزهر الأزدي الزملكاني روى عن هشام بن عمار وطبقته‏.‏

وفيها أبو القاسم ثابت بن حزم السرقسطي اللغوي العلامة‏.‏

قال ابن الفرضي‏:‏ كان مفتيا بصبرا بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر وعاش خمسا وتسعين سنة روى عن محمد بن وضاح وطائفة‏.‏

وعبد الله بن زيدان بن يزيد أبو محمد البجلي الكوفي عن إحدى وتسعين سنة روى عن أبي كريب وطبقته‏.‏

قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ‏:‏ لم تر عيني مثله‏.‏

كان ثقة حجة أكثر كلامه في مجلسه‏:‏ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك أخبرت أنه مكث نحو ستين سنة لم يضع جنبه على مضربة كان صاحب ليل‏.‏

وعلي بن عبد الحميد الغضائري أبو الحسن بحلب في شو ال‏.‏

روى عن بشر بن الو ليد‏.‏

والقواريري وعدة‏.‏

وقال‏:‏ حججت ماشيا من حلب أربعين حجة‏.‏

وعلي بن محمد بن بشار أبو الحسن البغدادي الزاهد شيخ الحنابلة أخذ عن صالح بن أحمد والمروذي وجاء عنه أنه قال‏:‏ أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك لله ما يشتهي فلا يجد شيء يشتهي‏.‏

ومحمد بن أحمد بن أبي عون عبد الجبار أبو جعفر النسائي الرياني روى عن علي بن حجر وأحمد بن إبراهيم الدورقي وطبقتهما وثقة الخطيب‏.‏

ومحمد بن إبراهيم الرازي الطيالسي روى عن إبراهيم بن موسى الفراء وابن معين وخلق‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ متروك‏.‏

وأبو لبيد محمد بن إدريس الشامي السرخسي روى عن سويد وأبي مصعب وطبقتهما‏.‏

وفيها محمد بن إسحاق الثقفي مولاهم النيسابوري أبو العباس السراج الحافظ صاحب التصانيف‏.‏

روى عن قتيبة وإسحاق وخلق كثير‏.‏

قال أبو إسحاق المزكي سمعته يقول‏:‏ ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ألف ختمة وضحيت عن اثنتي عشرة ألف أضحية‏.‏

محمد بن أحمد الدقاق‏:‏ رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية ثم يجمع أصحاب الحديث عليها‏.‏

وقد ألف السراج مستخرجًا على صحيح مسلم وكان أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر عاش سبعًا وتسعين سنة‏.‏

وفيها أبو قريش محمد بن جمعة بن علي بن خلف القهستاني الحافظ‏.‏

صاحب المسند على الرجال وعلى الأبواب‏.‏

أكثر التطواف وروى عن أحمد بن منيع وطبقته‏.‏

سنة أربع عشرة وثلاثمائة فيها أخدت الروم لعنهم الله ملطية عنوة واستباحوها ولم يحج‏.‏

أحد من العراق‏.‏

خوفا من القرامطة ونزح أهل مكة عنها خوفا منهم‏.‏

وفيها توفي أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر التيمي المنكدري الحجازي نزيل خراسان روى عن عبد الجبار بن العلاء وخلق‏.‏

قال الحاكم‏:‏ له أفراد وعجايب‏.‏

وفيها محمد بن محمد بن النفاح بن بدر الباهلي أبو الحسن بغدادي حافظ خير متعفف‏.‏

توفي بمصر في ربيع الآخر روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن عمر بن لبابة أبو عبد الله القرطبي مفتي الأندلس كان رأسا في الفقه محدثًا أديبًا أخباريا شاعرًا مؤرخًا توفي في شعبان وولد سنة خمس وعشرين ومائتين‏.‏

روى عن أصبغ بن الخليل والعتبي وطبقتهما من أصحاب يحيى بن يحيى وأصبغ وتفقه به خلق‏.‏

وفيها نصر بن القاسم أبو الليث البغدادي الفرائضي روى عن شريح بن يونس وأقرانه وكان ثقة من فقهاء أهل الري‏.‏

سنة خمس عشرة وثلاثمائة فيها أخذت الروم سميساط واستباحوها‏.‏

وضربوا الناقوس في الجامع فسار مؤنس بالجيوش ودخل الروم وتم مصاف كبير هزمت فيه الروم‏.‏

وقتل منهم خلق‏.‏

وأما القرامطة فنازلت الكوفة‏.‏

فسار يوسف بن أبي الساج‏.‏

فالتقاهم‏.‏

فأسر يوسف وانهزم عسكره وقتل منهم عدة‏.‏

وسار القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار‏.‏

فقطع المسلمون الجسر‏.‏

فأخذ يتحيل في العبور‏.‏

ثم عبر وأوقع بذلك بالمسلمين‏.‏

فخرج نصر الحاجب ومؤنس‏.‏

فعسكروا بباب الأنبار‏.‏

وخرج أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته‏.‏

ثم ردت القرامطة في خبر العسكر عليهم وهذا أحد لان العرفان القرامطة وكانوا ألفًا وسبعمائة‏.‏

من فارس وراجل‏.‏

والعسكر أربعين ألف فارس ثم إن القرمطي قتل ابن أبي الساج وجماعة معه‏.‏

وسار إلى هيت فبادر العسكر وحصنوها فرد القرمطي إلى البرية فدخل الوزير علي بن عيسى على المقتدر بالله وقال‏:‏ قد تمكنت هيبة هذا الكافر من القلوب‏.‏

فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش والا فما لك إلا أقاصي خراسان‏.‏

فأخبر أمه‏.‏

فأخرجت خمسمائة ألف دينار وأخرج المقتدر ثلثمائة ألف دينار‏.‏

ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر وجددت على بغداد الخنادق وعدمت هيبة المقتدر من القلوب‏.‏

وشتمته الجند‏.‏

وفيها توفي أحمد بن علي بن الحسين أبو بكر الرازي ثم النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف وله أربع وخمسون سنة‏.‏

رحل وادرك إبراهيم بن عبد الله القصار وطبقته بخراسان والري وبغداد والكوفة والحجاز‏.‏

وفيها أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الفقيه‏.‏

قاضي دمشق نيابة‏.‏

ثم قاضي الرملة‏.‏

روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته وكان له حلقة بمصر للفتوى والاشتغال‏.‏

قال ابن يونس‏:‏ خلط ووضع أحاديث‏.‏

وفيها الأخفش أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي وهو الأخفش الصغير النحوي روى عن ثعلب والمبرد‏.‏

وفيها محمد بن الحسين أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني أحد الأثبات‏.‏

روى ببغداد عن أبي كريب وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن الفيض أبو الحسن الغساني محدث دمشق روى عن صفوان بن صالح والكبار توفي في رمضان عن ست وتسعين سنة‏.‏

وفيها محمد بن المسيب الأرغياني الحافظ الجوال الزاهد المفضال شيخ نيسابور‏.‏

روى عن محمد بن رافع وبندار ومحمد بن هاشم البعلبكي وطبقتهم‏.‏

وكان يقول‏:‏ ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام‏.‏

بقي علي لم أدخله لسماع الحديث‏.‏

وقال‏:‏ كنتُ أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في الجزء ألف حديث‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كان دقيق الخط‏.‏

وصار هذا كالمشهور من شأنه عاش اثنتين وتسعين سنة‏.‏

سنة ست عشرة وثلاثمائة فيها دخل القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها ثم نازل الرقة وقتل جماعة بربضها وتحول إلى

هيت فرموه بالحجارة وقتلوا صاحبه أبا الذواد فسار الى الكوفة ثم انصرف وبنى دارا سماها دار الهجرة ودعا إلى المهدي وتسارع إليه كل مريب‏.‏

ولم يحج أحد ووقع بين المقتدر وبين مؤنس الخادم‏.‏

واستعفى ابن عيسى من الوزارة‏.‏

وَوَليَ بعده أبو علي بن مقلة الكاتب‏.‏

وفيها توفي بنان الحَمال أبو الحسن الزاهد الواسطي نزيل مصر وشيخها كان ذا منزلة عظيمة في النفوس وكانوا يضربون بعبادته المَثل و صحب الجنيد‏.‏

وحدث عن الحسن بن محمد الزغفراني وجماعة‏.‏

وثقه أبو سعيد بن يونس وقال توفي في رمضان وخرج في جنازته أكثر أهل مصر‏.‏

وكان شيئًا عجيبًا‏.‏

وفيها أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الخافظ ابن الحافظ ولد بسجستان سنة ثلاثين ومائتين ونشأ بنيسابور وغيرها وسمع من محمد بن أسلم الطوسي وعيسى بن زغبة‏.‏

وخلائق بخراسان والشام والحجاز و مصر والعرق وأصبهان وجمع وصنف وكان عنده عن أبي سعيد الأشج ثلاثون ألف حديث وحدث بأصبهان من حفظه بثلاثين ألفا‏.‏

وقال ابن شاهين‏:‏ كان ابن أبي داود يملي علينا من حفظه و كان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر وبيده كتاب يقول له‏:‏ حديث كذا فيسرد من حفظه حتى يأتي على المجلس‏.‏

وقال غيره‏:‏ توفي في ذي الحجة‏.‏

وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير‏:‏

وقال عبد الأعلى بن أبي بكر بن أبي داود‏:‏ صلي على أبي ثمانين مرة‏.‏

وفيها محمد بن خريم أبو بكر العقيلي محدث دمشق في جمادى الآخرة روى عن هشام بن عمار وجماعة‏.‏

والعلامة أبو بكر بن السراج واسمه محمد بن السري البغدادي النحوي صاحب الأصول في العربية وله مصنفات كثيرة منها شرح سيبويه‏.‏

أخذ عن المبرد وغيره وكان مغرى في الطرب والموسيقى‏.‏

وفيها محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي الحافظ شيخ بلخ ومحدثها صنف المسند والتاريخ وغير ذلك سمع علي بن خشرم وعباد ابن الوليد الغبري وطبقتهما‏.‏

وفيها أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ صاحب الصحيح المسند‏.‏

رحل إلى الشام والحجاز واليمن ومصر والجزيرة والعراق وفارس وأصبهان وروى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن حرب وطبقتهما وعلى قبره مشهد بإسفرايين‏.‏

وكان مع حفظه فقيها شافعيًا إمامًا‏.‏